استنتاج القصد الجنائي من مكان الضرب و اداة الجريمة
وفقا لسابقة حكومة السودان ضد محمد نور مصطفى فإنها تناولت الركن المعنوي ( القصد
الجنائي ) في جريمة القتل العمد و أرست مبدأ قضائي مفاده أن الضرب في أماكن حساسة من الجسم باستعمال آلة
صلبة ومميتة يدل علي علم المتهم بأن الموت سيكون نتيجة راجحة لفعله ، و بالتالي يكون قد ارتكب جريمة القتل العمد .
المبدأ القضائی:
المادة
254 من قانون العقوبات يمكن تطبيقها في الحالات التي يحصل فيها الأذى في أطراف
الجسم كالرجل مثلاً وتحصل الوفاة نتيجة لمضاعفات ناتجة من ذلك الأذى وليس في
الأجزاء الحساسة من الجسم .
ملخص الوقائع :
في
حوالي الساعة التاسعة مساء خرج المتهم من الإنداية ( محل خمر ) و في طريقه إلي المنزل وجد شهود الاتهام الثلاثة
و أقراهم السلام وبما إنهم كانوا مشغولين في أحاديثهم لم يرد أحد منهم عليه وكرر
السلام و معه ألفاظ بذيئة و عندما أبدو إستغرابهم من ذلك كرر تلك الألفاظ البذيئة
و هنا قام إليه المتوفي و حاول نصحه بأن يعرض عن تلك الألفاظ و أراد أن يقوده لكي
يوصله إلي المنزل لأن المتهم كان ثملاً و تقدما بعض خطوات وأعاد المتهم عبارته
البذيئة شاتماً بها شاهد الإتهام الثالث و أقبل على المتوفي و شتمه بنفس تلك
الألفاظ و من ثم انتزع من المتوفي عصاته (بسطونة) وضربه بها ضربتين وجاءه شاهد
الإتهام الثالث لكي يمنعه فضربه ضربة وبعدها تماسكا حتى حضر بعض المارة وفكوهما من
بعضهما وفي أثناء ذلك كان المتوفي قد وقع على الأرض جثة هامدة
القرار
الطبي إن سبب الوفاة كان كالأتي: يوجد تمزق بالعضلات وكسر بالضلعة العاشرة في
الجانب الأيسر من الجسم كما يوجد تمزق أدى إلي إنفجار الطوحال مما تسبب في نزيف
داخلي مقداره إثنين لترات هذا كان نتيجة ضرب بآلة صلبة و أضيف إليه إنه لم تكن
هناك جروح خارجية .
ملخص الحكم :
أما
في هذه القضية فإن الأذى في الأجزاء الحساسة من الجسم في الجزء الأوسط من الجزء
الأوسط منه و سببت كسر في الضلوع وإنفجار في الطوحال و كان الموت نتيجة مباشرة لها
وحالاً وقد كان القرار الطبي واضحاً وضوحاً كافياً في إثبات هذا وفي هذه الظروف
يلزم الإستنتاج بأن المتهم كان يعلم بان الموت سيكون النتيجة الراجحة أو المحتملة
إنه مع حساسية الجزء من الجسم الذي وقع فيه الضرب عادة يؤخذ في الإعتبار الآلة
التي أستعملت ثبت في هذه القضية إن الآلة كانت بسطونة ولكنها لم تحضر أمام المحكمة
ولم توصف الوصف الكامل لمعرفة عما إذا كانت آلة مميتة أم لا وللتفرقة عما إذا كانت
درجة العلم ترقى إلي رجحان الموت أم أنه كان نيتجة محتملة فقط وأرى إن حدوث الموت
في نفس الوقت الذي حصل فيه الضرب يؤدي إلي الإعتقاد بأن البسطونة كانت آلة صلبة
ومميتة عندما تستعمل بقوة ومنها تصل إلي إستنتاج إن المتهم كان يعلم إن الموت
سيكون النتيجة الراجحة وليس فقط المحتملة
لهذه
الأسباب فإني أؤيد إدانة المتهم تحت المادة 251 من قانون العقوبات والحكم عليه
بالإعدام الذي أصدرته المحكمة الكبرى

تعليقات: 0
إرسال تعليق